نبوءة حجر

 يمشي 

ولا يسأل الأرض عن أقدامه

كأنما الحجارة تنحني لتقبّل صمته

ويغوص لا في الوحل

بل في نواة الحجر

حيث يتكسّر الصدى قبل أن يولد


يكتشف الضوء من تحت نهر

يجري مقلوبًا على ظهر السماء

كأنّ الشمس انتحرت هناك

وتركَت دمها يلمع في الأعماق


يركض

ليس هربًا

بل لأن الزحام يطارده بنظرات مستعارة

وفي كل وجه مرايا

تعيد خلقه من شظايا الغرباء


يلتقيه ذاك الذي انتظره دون انتظار

نظرة تقف وحدها على مفترق الدروب

وفي عينيه

خريطة مرسومة بالحبر الساقط من شريان السؤال


منتظر السعدي 

تعليقات